إشتراكه صلى الله عليه وسلم فى بناء الكعبة
الكعبة أول بيت بنى على اسم الله ولعبادة الله وتوحيده فيه ’ بناها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام بعد أن عانى من حرب الأصنام وهدم المعابد التى نصبت فيها .. بناها بوحى من الله تعالى وأمر له بذلك ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ’ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) .
وقد تعرضت الكعبة بعد ذلك للعوادى التى أوهت بناءها وصدعت جدرانها ’ وكان من بين هذه العوادى سيل عرم جرف مكة قبل البعثة بسنوات قليلة ’ حيث زاد ذلك من تصدع جدرانها وضعف بنيانها ’ فلم تجد قريش بدا من إعادة تشييد الكعبة حرصاً على ما لهذا البناء من حرمة وقداسة خالدة . ولقد كان إحترام الكعبة وتعظيمها بقية مما ظل محفوظاً من شرعة إبراهيم عليه السلام بين العرب .
ولقد شارك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة فى بناء الكعبة وإعادة تشييدها مشاركة فعالة ’ فلقد كان ينقل الحجارة على كتفه ما بينها وبينه إلاّ إزاره وكان له من العمر إذ ذاك خمس وثلاثون سنة فى الأصح .
وروى البخارى فى صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال لما بنيت الكعبة ’ ذهب النبى صلى الله عليه وسلم و العباس ينقلان الحجارة ’ فقال العباس للنبى صلى الله عليه وسلم : إجعل إزارك على رقبتك ’ فخرّ الى الأرض وطمحت عيناه الى السماء فقال : أرنى إزارى فشده عليه .
ولقد كان له صلى الله عليه وسلم أثر كبير فى حل المشكلة التى تسببت عن إختلاف القبائل حول من يستحق أن ينال شرف وضع الحجر الأسود فى مكانه ’ فقد خضع الجميع لإقتراحه الذى أبداه حلا للمشكلة ’ علماً منهم بأنه الأمين والمحبوب من الجميع .